الأسس النظرية والتصورات الأولية لاستراتيجية تحفيز الاستراتيجية الوطنية للسكان

يشهد مفهوم السياسة السكانية تطوراً ملحوظاً منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن، ويمكن التمييز بين مجموعة من المراحل في هذا الخصوص توجز على الشكل التالي:
·      مفهوم السياسة السكانية المرادف لمفهوم تحديد النسل، حيث يلاحظ انتشار هذا التصور بعد أن أخذت بتطبيقه مجموعة من الدول الأوربية والآسيوية لاعتبارات مختلفة، ففي حين كانت مجموعة من العادات والتقاليد السائدة في مجموعة من الدول الأوربية تحول دون إنجاب الأسرة لأكثر من طفلين، يلاحظ أن دولاً أخرى أخذت تسن التشريعات والقوانين التي تمنع إنجاب أكثر من طفلين في الأسرة الواحدة سعيا نحو ضبط النمو الواسع للسكان، والذي بات يشكل عبئاً على الاقتصاد الوطني في الكثير من دول العالم. وقد امتد هذا التصور بفعل عمليات التواصل الثقافي والحضاري إلى المجتمع العربي، غير أنه لم ينتشر بقوة لأسباب ثقافية واجتماعية عديدة.
·        مفهوم السياسة السكانية المرادف لمفهوم تنظيم الأسرة، حيث يلاحظ أن هذا التصور لا يتناقض بالضرورة مع الأبعاد الثقافية والحضارية في المجتمع العربي الإسلامي، ويقع في درجة الوسط بين الاتجاهات المتشددة في السياسة السكانية التي تميل إلى تحديد عدد الأطفال بما لا يجاوز طفلين أو ثلاثة، وبين الاتجاهات التي تتيح إمكانية تعدد الأطفال، والمعيار الأساسي الذي يميز هذه السياسة هو إقدام الأسرة على الموازنة بين إمكاناتها ومواردها الذاتية وبين قدرتها على الإنفاق، والعمل على تنظيم بنيتها تبعاً لهذه الموازنة.
·        مفهوم السياسة السكانية المرادف لمفهوم التنمية السكانية، وهو أكثر تطوراً من المفاهيم السابقة، ويراد به تطوير نوعية الحياة الاجتماعية للسكان على اختلاف توزعهم وتنوع شرائحهم الاجتماعية والثقافية، وذلك على مستوى الخدمات المقدمة لهم، وفرص العمل التي تضمن مستويات دخل إيجابية لهم. ويتسع مفهوم السياسة السكانية بهذا المعنى ليشمل مجموعة كبيرة من النشاطات التي تجاوز الجوانب الإعلامية والثقافية ليتصل بالسياسات الإجرائية والعملية في المجالات المختلفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق