الأخطار التي تهدد نزلاء المؤسسات الإصلاحية وكيفية مجابهتها

تعد التحديات التي تهدد نزلاء المؤسسات الإصلاحية واحد من أكثر الأخطار  التي تمس الحياة الاجتماعية للنزيل، وتدفع به إلى مزيد من الانحراف، وبعد أن تكون الانحرافات التي دفعت به إلى المؤسسات الإصلاحية ذات طابع محدود يمكن أن تصبح ذات أبعاد أكثر خطورة، واشد تأثيرا في حياته فيما بعد، بسبب ما تحمله البيئة الاجتماعية للمؤسسة الإصلاحية نفسها من خصائص ومواصفات من جهة، وبسبب ما يسودها من شروط اجتماعية ونفسية مختلفة تماما عن البيئة الاجتماعية الطبيعية من جهة ثانية.
وتختلف طبيعة الأخطار التي يتعرض لها النزيل، مع دخوله المؤسسة الإصلاحية،  باختلاف ما يحمله في شخصيته من خصائص نفسية واجتماعية كان قد اكتسبها من قبل، وباختلاف الفترات الزمنية التي أمضاها في المؤسسة الإصلاحية، وباختلاف طبيعة المؤسسة نفسها، من حيث البرامج المقررة فيها، ومن حيث طبيعة الالتزام بهذه البرامج، ومن حيث طبيعة نظم الاتصال بين مكونات المؤسسة وأقسامها.
وتأتي الأخطار المترتبة على العلاقات الاجتماعية في المؤسسة من أكثر التحديات التي تجابه النزيل الجديد لأول مرة، خاصة عندما يكون في مراحل عمرية غير ناضجة، أو يكون حديث العهد بعملية الانحراف، وأن الانحرافات التي دفعته إلى دخول المؤسسة الإصلاحية هي انحرافات عرضية أكثر من كونها متأصلة في سلوكه الاجتماعي، فما أن ينخرط في البيئة الاجتماعية الجديدة حتى يجد فيها أنماطاً جديدة من العلاقات الاجتماعية والروابط التي تختلف كليا عن تلك التي كان يعرفها من ذي قبل، وتبعاً لما يتصف به من خصائص وسمات في شخصيته يأخذ بالتفاعل مع هذه البيئة.
وتراوح الآثار المترتبة على دخول الأبناء للمؤسسات الإصلاحية، والتحديات التي تجابههم فيها بين أن يخضع النزيل لبرامج تأهيل وإصلاح تحرره من الأنماط السلوكية المنحرفة التي دفعته إلى دخول المؤسسة، ويسلك طريقا اجتماعيا سليما في حياته فيما بعد، أو أنه يحافظ على خصائصه وصفاته التي كان يتصف بها لحظة دخوله المؤسسة الإصلاحية على الأقل، ويخرج سليما معافى كما كان من قبل، وفي هذه الحالة تعد فترة مكوثه في المؤسسة الإصلاحية أشبه ما تكون بالعقوبة التي تكافئ مستوى الانحراف الذي أقدم عليه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق