نحو استراتيجية وطنية شاملة للشباب في الجمهورية العربية السورية.

تستحوذ قضايا الشباب على اهتمام المفكرين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فضلاً على اهتمامات رجال السياسة والمعنيين باتخاذ القرار على المستويات المختلفة، وتأتي أهمية البحث في قضايا الشباب من الموقع الذي تشغله هذه الفئة في بنية المجتمع، والتنظيم الاجتماعي بصورة عامة، فبالإضافة إلى أن هذه الشريحة تعد من أوسع الشرائح السكانية، وأكبرها حجماً، فهي تشكل الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الأمة وقوتها، ولهذا فإن الاهتمام بفئة الشباب إنما هو اهتمام بالأمة كاملة، واهتمام بالمجتمع برمته، ولهذا أخذت تنتشر في معظم دول العالم منظمات رعاية الشباب بغية الاهتمام لهم، ورصد مشكلاتهم، والعمل على توجيههم التوجيه الصحيح الذي يضمن سلامة مستقبلهم ومستقبل المجتمع الذي ينتمون إليه.
ويأخذ الاهتمام بقضايا الشباب ومشكلاتهم أشكالاً عديدة، منها ما يأتي استجابة للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تجابههم بغية تجاوز المشكلات التي تعترض سير حياتهم، واستقرارهم النفسي والاجتماعي، ومنها ما يتطلع إلى المستقبل بهدف تأهيلهم وإعدادهم بالشكل الذي يجعلهم قادرين على بناء ذواتهم، وبناء مستقبلهم، وفي حين كانت الاهتمامات بقضايا الشباب مبنية على ما ينبغي أن يكون واقعهم، من حيث الحقوق والواجبات المترتبة عليهم، ومن حيث الأدوار والوظائف المنوطة بهم في سياق علاقاتهم الاجتماعية والثقافية مع بعضهم من جهة، ومع غيرهم من الشرائح الاجتماعية من جهة أخرى، وبخاصة صلاتهم الاجتماعية مع ذويهم، وقد انطلق المعنيون برعاية الشباب في كثير من الأحيان من مقولات ومفاهيم مختلفة، كان بعضها شديد الارتباط مع الواقع، مما جعلها قابلة للتحقيق، بينما كان بعضها الآخر بعيداً عن الواقع، وفيه قدر كبير من الإسقاط مما جعل تحققها صعباً، وأبعد عن التحقق، وغالباً ما يترتب على ذلك انتشار مجموعة كبيرة من المشكلات الاجتماعية غير المتوقعة في حياة الشباب لعدم توافقها مع الشروط الثقافية السائدة.
وفي ضوء هذا التصور تكمن أهمية العمل على تطوير استراتيجية وطنية شاملة للشباب في الجمهورية العربية السورية، تشارك في إعدادها وتطويرها وتنفيذها الجهات المعنية بقضايا الشباب، من مؤسسات حكومية ومنظمات شعبية، وجمعيات أهلية، ومؤسسات المجتمع المدني على اختلافها.
ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة إذ تطرح موضوع الاستراتيجية الوطنية الشاملة للشباب في سورية للحوار وتبادل الرأي مع الخبراء والمعنيين به، فإنها تتطلع إلى مساهماتهم على اختلاف مجالات عملهم وتخصصاتهم العلمية والعملية، وعلى اختلاف مواقعهم الإدارية والتنظيمية والاجتماعية، ذلك أن موضوع الشباب يستوجب حشد كل الطاقات الممكنة بغية على مستوى تبادل الرأي والأفكار والخبرات والتجارب التي من شأنها إعداد الاستراتيجية بالشكل الذي يجعلها تلبي طموحات الشباب أنفسهم، وتعود بالفائدة والنفع على مسارات العمل التنموي في المجتمع، وتحقق أهدافه، وتقوي دعائمه الثقافية والحضارية، وتجعله كثر كفاءة في مقاومة التحديات التي تنال من وحدته وترابط مكوناته.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق